منتديات زكريات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات زكريات



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المدينة المصرية من ثقافة الجمال إلي ثقافة القبح

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بريق الملائكه
المراقب العام
المراقب العام
بريق الملائكه


عدد الرسائل : 35
تاريخ التسجيل : 01/03/2008

المدينة المصرية من ثقافة الجمال إلي ثقافة القبح Empty
مُساهمةموضوع: المدينة المصرية من ثقافة الجمال إلي ثقافة القبح   المدينة المصرية من ثقافة الجمال إلي ثقافة القبح I_icon_minitimeالخميس أبريل 17, 2008 5:30 pm

farao في العالم الحديث وما بعده‏,‏ تشكل المدينة مركز الحياة السياسية والمحرك الرئيس للتحديث والحداثة‏,‏ وهندساتها السياسية والقانونية والإدارية والاجتماعية‏.‏ الثقافة المدينية هي الحاضنة والحاملة للسياسة والمواطنة ودولة القانون الحديث‏,‏ والحقوق والحريات العامة والشخصية‏.‏ المدينة هي فضاء الفرد كفاعل اجتماعي وسياسي وإرادة ومشيئة حرة‏,‏ ومن ثم تشكلت في إطاراتها النزعة الفردية ومعصومية الروح والجسد الإنساني إزاء آية انتهاكات لها‏,‏ ومن ثم كانت المدينة ـ الحديثة وما بعدها ـ وثقافتها مدارات إبداع الروح ومغامرة العقل الحديث والعقلانية في جميع مناحي الإبداع العقلي والفلسفي والنظري‏,‏ وفي التقنية والعلوم الطبيعية‏,‏ وفي الفنون علي اختلافها‏.‏ من قلب المدينة الحديثة والمعاصرة بزغت مصانع الحداثة والتحديث كالجامعات ومراكز البحث العلمي والاجتماعي‏,‏ والمسارح والحدائق العامة‏,‏ والخاصة‏,‏ والمتاحف‏,‏ واستوديوهات السينما وصناعتها وإبداعاتها‏,‏ وقاعات عرض الفنون الجميلة علي اختلافها‏.‏

فن الرواية والسرديات الكبري‏,‏ والإيديولوجيات والفلسفات المعاصرة كلها تعبيرات فذة عن المدينة وثقافتها بالأساس‏.‏ التلفاز والحاسوب والإنترنت‏,‏ وعالم الاتصالات والوسائط المتعددة‏,‏ والفضاءات النتية‏,‏ كلها تعبيرات متحولة عن بعض تحولات المدن من الحداثة وما بعدها‏_‏ حيث التشظي والتجاور بين أنماط ثقافية متعددة والمحاكاة الساخرة‏...‏ إلخ ـ إلي نفاذ تيارات العولمة إلي نسيج الحياة اليومية في المدينة التي أعيد تشكيلها وعلاقاتها وتفاعلاتها بين البشر‏.‏

أن المدينة والثقافة المدينية الحديثة والمكان والعمارة والتقنية والأفكار التي ولدت من رحم الحداثة والتحديث‏,‏ ارتبطت بنظام الزمن الحديث وما بعده‏,‏ وبأنظمة التخطيط العمراني‏,‏ وأنماط معمارية حداثية وما بعدها ومعولمة في راهن عالمنا المتغير‏.‏ ارتبطت المدن بجماليات‏,‏ وطرز معمارية وفنون وحدائق ومساحات‏,‏ وتوازنات للكتل والتكوينات والفراغات‏,‏ والألوان‏...‏ إلخ‏.‏ ثمة ثقافة للجمال ارتبطت بعمليات تشكيل وتكوين المدينة وتخطيطها العمراني‏,‏ وعلاقة السكان بالمكان وأنظمته الإدارية والأمنية والسياسية والاقتصادية‏.‏ أن التمايز بين المجالين الخاص والعام من أبرز هندسات المدينة الاجتماعية والسياسية‏,‏ كذلك حرمة الحياة الخاصة كحقوق الفرد وخصوصيتهم في إطار الأسرة النووية‏,‏ وانكسار الولاءات التقليدية والأولية كالعائلة والعشيرة والقبيلة والعرق والدين والمذهب‏,‏ والأصول المناطقية‏.‏ أن الحق في الأمن والسكينة العامة والحريات الشخصية والمساواة دون تمييز‏,‏ هي جزء من منظومة الثقافة المدينية‏.‏ كانت القاهرة والإسكندرية والمدن المصرية هي تعبير عن الحداثة والتحديث المصري في إطار الدولة الحديثة‏.‏

ومن ثم شكلت المدن أدوات الإنتاج الرئيسية للأمة المصرية الحديثة في إطار الحركة الوطنية المعادية للاستعمار البريطاني‏.‏ كانت الإسكندرية أحد أبرز المدن المتوسطية وفضاء للانفتاح والتفاعل والتعايش والتثاقف‏,‏ وكانت تشكل إحدي آيات الجمال المعماري‏,‏ وتخطيط المدن في الفضاء المتوسطي‏,‏ وعدها بعضهم أجمل من مارسيليا في أوائل عقد الخمسينيات‏.‏ كانت ـ ما أصعب الفعل الماضي ـ القاهرة المركز الحداثوي العربي بلا نزاع‏,‏ انطلاقا من انجازاتها التي أبدعت هندسات السياسة والإدارة والقانون والثقافة الحداثوية وانفتاحها علي تيارات السياسة والأفكار والتقنية والقيم العصرية التي يموج بها عالمنا حتي منتصف عقد الستينيات من القرن الماضي‏.‏ كانت المدينة المصرية ـ ولاسيما القاهرة والإسكندرية وغيرها ـ تقود العالم العربي في الثقافة والجمال والفنون والغناء الموسيقي والسينما والمسرح وإنتاج الأفكار‏,‏ والبحوث العلمية‏...‏ إلخ‏!.‏

من هنا استعصت المدن وثقافتها علي الخطابات الإيديولوجية والدعاوية للتفسيرات السياسية الوضعية للدين‏,‏ أو لدعاوي عودة المرأة إلي سجون الأعراف الاجتماعية‏,‏ وأقبية القيم المحافظة التي تحاول اعتقال الروح المؤنثة داخل المنزل‏,‏ ومن ثم إعادة إنتاج هندسة ذكورية تميز وتتحيز ضد المرأة وحقوقها وتحول بينها‏,‏ وبين المشاركة الفعالة في السياسة والتعليم والعمل والحركة في الفضاء العام‏.‏ أن ديكتاتورية الذكورة ـ وفق اصطلاح مولينو ـ هي جزء من ثقافة تسلطية تشيع في السياسة وفي نظام الزواج‏,‏ ـ وفي الخطاب الديني الوضعي الإسلامي والمسيحي ـ وفي الفضاءين العام والخاص‏,‏ وفي العمل والشارع ـ‏,‏ وهي جزء من تدهور جماليات المدينة‏,‏ وتشوه وجوه الحياة اليومية منذ هزيمة‏5‏ يونيو‏1967,‏ وإلي اللحظة الراهنة‏.‏

إن سيادة ثقافة القبح تقف وراءها أمور عديدة منها‏:‏ الانفجار السكاني المروع‏,‏ وتراجع مستويات التعليم والثقافة والوعي الجمعي‏,‏ وسطوة التسلطية السياسية والدينية الوضعية‏,‏ مع تراجع التخطيط العمراني‏,‏ وهيمنة العشوائية‏,‏ وتنامي مظاهر الفقر المروع والفوضي مما أدي إلي تآكل ثقافة الجمال ـ في أنظمة الزي والعمارة والألوان وذائقة الصفوة وعوام الجمهور وتعثر النزعة الفردية‏...‏ إلخ‏.‏ أن نظرة فاحصة تكشف عن تآكل ثقافة الجمال في شكل ومعمار وتخطيط المدينة المصرية‏,‏ وانفجار البؤر والتجمعات العشوائية‏,‏ وأشكال التحضر المشوه‏,‏ وفي البناء العشوائي‏,‏ حتي أشكال وأنظمة الزي المشوهة‏,‏ والتي تبدو كفوضي لكرنفالات القبح واستعراضاته العربيدة‏!‏ أن سطوة ثقافة القبح وقسوتها وعذاباتها لا تمس فضاء المكان فقط‏,‏ وإنما باتت تسكن روح المدينة وسكانها‏,‏ وأخطر ما وراءها أنها ذات نفقات وتكلفة سياسية‏,‏ وأمنية‏,‏ وبحيث يبدو الخوف شرسا في التهامه روح المكان والناس البسطاء‏.‏

أن سلطة القبح المديني ذات نفقات سياسية وأمنية وبيروقراطية وإنسانية باهظة‏,‏ ويمكن رصد مخاطر ذلك فيما يلي‏:‏

‏1‏ ـ يؤدي القبح إلي إنتاج قيم وأنماط سلوك وعادات سلبية تشكل إعاقة إدراكية إزاء القيم العصرية والكونية في الحساسية للزمن‏,‏ وفي قمع الدوافع الابتكارية والإبداعية في شتي مناحي العمل أيا كانت حقوله‏,‏ بكل تأثيرات ذلك علي آية مشروعات تنموية‏,‏ أو علي التطور عموما‏.‏

‏2‏ ـ إشاعة روح الكآبة والقنوط‏,‏ ونزعة اللا جدوي‏,‏ والإحباط وبروز‏'‏ الأنامالية‏'‏ في توجهات الجمهور والموظفين العموميين في أدائهم للوظائف العامة‏,‏ وفي الإدارة والتقنية والفنون‏...‏ إلخ‏.‏

‏3‏ ـ هيمنة القبح ـ الثقافة والسلوك والقيم والعلامات والمعمار وشكل المدن والقري‏...‏ إلخ‏_‏ تؤدي إلي انفجار الدوافع الشخصية والجماعية المنفلتة من عقالها في السلوك الاجتماعي‏,‏ وفي الخروج علي قانون الدولة‏,‏ وفي الجنوح الإجرامي‏,‏ وتحول الفضاء اليومي إلي فضاء من القبح‏,‏ والسوداوية وشيوع ما يسميه د‏.‏ عمرو عبد السميع وبحق‏'‏ ثقافة الشوارعيزم‏'‏ التي هي أحد تعبيرات ثقافة القبح والعداء للجمال وثقافته في الذائقة والنظافة والزي والعمارة والسلوك المديني‏,‏ والتهذب في المعاملة‏,‏ ولغة التعامل اليومي‏.‏

‏4‏ ـ أن ظواهر الاستقطاب الحضري المشوه‏,‏ وعمليات الترييف العشوائي للقيم والسلوك الاجتماعي‏,‏ والعلاقة بالزمن‏,‏ وسطوة قوانين الأعراف‏,‏ والفساد والفوضي أدت إلي ضعف الحساسية في التعامل مع أنظمة المدينة في مصر وزمنها‏,‏ وفضاءاتها‏,‏ علي نحو أثر علي فعالية قانون الدولة لصالح تقاليد المكانة والأعراف والعلاقات القرابية‏,‏ والرشوة‏.‏ أن ترييف المدن والقاهرة والإسكندرية تبرز في سيطرة الفوضي‏,‏ وتحول الفضاء المديني إلي فوضي في المرور‏,‏ وفي سيطرة الباعة الجائلين في غالب شوارع المدن‏

وفي انتهاك الخصوصيات عبر البناء العشوائي‏,‏ والانفجار السكاني داخل الحيز المنزلي المحدود‏.‏

تحول القبح إلي ثقافة ومنظومة حياة يومية تشكل عائقا ضد التطورات العصرية ـ المعولمة‏,‏ بل وتشكل دعما كبيرا للخطابات ما قبل الحديثة‏,‏ ودعاوي القانون التقليدي‏,‏ وفضاءات الفكر الديني الوضعي الذي يجتاح روح المدينة وفضاءاتها‏,‏ ويسيطر علي أنظمة الزي والتواكلية وهيمنة النزعة الجبرية التي تساعد الجماعات السياسية ذات الخطاب والمرجعية الدينية والتأويلية الوضعية‏,‏ التي توظف النصوص المقدسة لخدمة مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي بشري بامتياز‏.‏

أن الترييف المستمر للمدينة المصرية ـ القاهرة والإسكندرية وغيرها ـ أدي إلي اغتيال بؤر عديدة للحداثة والعصرية‏,‏ وإلي كسر التقليد الثقافي المصري في تطعيم القيم الحداثية‏,‏ بالقيم المصرية‏.‏

أن بعض المشروعات العشوائية في تجميل وتطوير شكلاني لبعض الشوارع في المدينة هو أحد تجليات السوقية وثقافة القبح واأسفاه‏!,‏ التي باتت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وعد العيون
المشرفه العامه
المشرفه العامه
وعد العيون


عدد الرسائل : 840
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 10/02/2008

المدينة المصرية من ثقافة الجمال إلي ثقافة القبح Empty
مُساهمةموضوع: رد: المدينة المصرية من ثقافة الجمال إلي ثقافة القبح   المدينة المصرية من ثقافة الجمال إلي ثقافة القبح I_icon_minitimeالجمعة أبريل 18, 2008 1:18 pm

ميرسي بريق علي موضوعك وعندك حق بعد كل الحضاره العريقه ال في مصر بس للاسف احنا مش حافظنا عليها خالص بس فالحين نقول احنا الفرعنا وبس وكل يوم في الاسوء وماحدش حاسس خالص بجد احنا محتاجين ثوره ثقافيه جامده لان لو تفكرنا اتغير ممكن يبقي في حل بس للاسف ازاي واصلا اساليب التعليم فاشله جداااااااااااااااا
ومستوي التعليم كل يوم في النازل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المدينة المصرية من ثقافة الجمال إلي ثقافة القبح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات زكريات :: المنتدى العام :: القسم الحر-
انتقل الى: